Scientific Publishing Ethics

Scientific Publishing Ethics

اعداد التدريسي/ معد محسن مجول- قسم هندسة تقنيات الحاسوب

أيار 2023

Introduction:

تشير أخلاقيات النشر العلمي إلى المبادئ والممارسات التي توجه سلوك الباحثين والمحررين والناشرين المشاركين في نشر البحث العلمي. يعد الالتزام بالمبادئ التوجيهية الأخلاقية أمرًا ضروريًا لضمان نزاهة ومصداقية البحث العلمي والحفاظ على ثقة الجمهور في المجتمع العلمي.

فيما يلي بعض الاعتبارات الأخلاقية الرئيسية في النشر العلمي:

التأليف (Authorship) : يجب إدراج جميع الأفراد الذين قدموا مساهمات كبيرة في البحث كمؤلفين ، وأولئك الذين لم يفعلوا ذلك يجب الاعتراف بهم بشكل مناسب.

الانتحال (Plagiarism) : من الضروري تجنب الانتحال من خلال التأكد من ذكر جميع المصادر بشكل صحيح وأن البحث أصلي.

تلفيق البيانات وتزويرها (Data Fabrication and Falsification): يمنع منعا باتا التلاعب ببيانات أو نتائج البحث.

تضارب المصالح (Conflicts of Interest) : يجب على الباحثين الإفصاح عن أي تضارب في المصالح قد يؤثر على موضوعية أبحاثهم.

مراجعة الأقران (Peer Review) : يجب إجراء عملية مراجعة الأقران بموضوعية وشفافية.

تحيز النشر (Publication Bias) : يجب على الباحثين تجنب الإبلاغ الانتقائي عن نتائج البحث لتحقيق النتائج المرجوة أو للحصول على الدعاية.

الموافقة الأخلاقية (Ethical Approval): يجب الحصول على الموافقة الأخلاقية في جميع الأبحاث التي تتعلق بأشخاص أو حيوانات.

التراجع والتصحيح (Retraction and Corrections): تتحمل المجلات العلمية مسؤولية سحب المقالات أو تصحيحها إذا تم اكتشاف أي سوء سلوك أخلاقي.

 

مفهوم أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث:

إن أخلاقيات البحث العلمي هي من أقسام علم الأخلاق الذي يهدف الى التمسك بجميع المثل والمبادئ الأخلاقية، مع تجنب الغش أو الانتحال أو التزوير للمعلومات وكل ما يسيء للعمل العلمي البحثي.  إن بناء الأبحاث العلمية عالية الجودة يستلزم ان تكون هناك ثقة بالمضمون البحثي وبالنتائج التي توصل اليها، وهذا يحتاج الى الالتزام الكامل بجميع  أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث، مما يوصلنا الى دراسات علمية مهمة، تلعب دور كبير بنشر البيانات والمعلومات والنتائج الموثوقة الدقيقة، التي لها تأثير كبير على تطور العلوم والمجتمعات. وبعد كل ما ذكرناه نجد أن اتباع الأخلاقيات البحثية هو أمر أساسي على جميع الباحثين والطلاب الالتزام به، لأن الاخلال بهذه الأخلاقيات سيكون له نتائج سلبية للغاية على الأبحاث العلمية عموماً وعلى الباحث العلمي بشكل خاص.

أبرز أخلاقيات البحث العلمي:

إن أخلاقيات البحث العلمي تعتمد على العديد من الأسس التي يفترض أن يتحلى ويتسم بها البحث العلمي، بداية من مرحلة اختيار موضوع البحث مروراً بخطوات الإعداد للدراسة، وصولا الى مرحلة تنفيذ وكتابة البحث أو الرسالة العلمية، أما أبرز أخلاقيات البحث العلمي فهي:

  • لأمانة والصدق والنزاهة:

وهي من اهم أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث، حيث يفترض أن يشير الباحث العلمي الى مصدر أي معلومة عرضها في دراسته، كما يفترض أن تنشر النتائج الواقعية التي وصلت اليها الدراسة العلمية، فلا يغيّر أو يزور أي شيء من النتائج متأثراً بميوله أو آرائه أو بأي أمر آخر.

كما يفترض أن لا يختلق الباحث العلمي أية معلومات لا وجود لها، وأن يضع استنتاجات غير واقعية لنتائج البحث العلمي، وبالإضافة الى كل ذلك من المهم الإشارة الى أن المبالغات في تفسير نتائج البحث تقلل من اهمية ومصداقية هذا البحث، أي أن الباحث العلمي يجب أن يبتعد عن أي محاولة للاحتيال أو التضليل في دراسته العلمية.

  • العمل البحثي الدقيق والمنظم:

عل الباحث العلمي أثناء عمله البحثي أن يتجنب العشوائية أو التسرع أو ارتكاب الأخطاء الكبيرة، بل يفترض أن يقوم بعمله بكل عناية وهدوء وتنظيم، وأن يتأكد من معلومات ونتائج بحثه. وهنا من المفيد أن نشير إلى أن الباحث خلال مراحل عمله البحثي، عليه أن يقوم أثناء الاعداد للبحث بكتابة المعلومات والبيانات وكل ما يرتبط بالبحث عل أوراق أو كراس خارجي، فهذا سيكون له دور كبير في تنظيم البحث وتسهيل العمل فيه، وفي وصول الدراسة العلمية الى النتائج الدقيقة.

  • الحياد والموضوعية:

لا يمكن الوصول الى بحث علمي أكاديمي عالي الجودة إلا مع التزام الباحث العلمي بالحياد والموضوعية، والابتعاد عن ميوله وآرائه الشخصية وبالخصوص في مرحلة مناقشة الدراسة وعرض نتائجها، حيث يمكننا اعتبار هذه الشروط من اهم أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث.

  • احترام مجهودات الآخرين وملكياتهم الفكرية:

على الباحث العلمي أن لا ينتحل صفة أي شخص، وأن لا يقتبس معلوماته أو بياناته ويقدمه كعمل شخصي له، فهذا يخل بالأمانة العلمية ويعتبر سرقة أدبية، وبالتالي يستوجب عل الباحث العلمي أن يوثق كافة المعلومات والاقتباسات والاستشهادات التي ينقلها في دراسته العلمية.

  • التعامل الأخلاقي مع عينة الدراسة:

لأفراد عينة الدراسة دور أساسي في نجاح الدراسة العلمية ووصولها الى النتائج المطلوبة،  لكن أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث تحتاج الالتزام بالعديد من الامور عند التعامل مع أفراد هذه العينة. فعلى سبيل المثال يجب في بعض الحالات الحفاظ على سرية المعلومات التي يعطيها أفراد عينة الدراسة، كأن تكون المعلومات مرتبطة بأمور شخصية و بمرض أو غيرها من المعلومات التي لا يرغب المبحوث في معرفة الآخرين لها، والتي يكون قد منحها للباحث العلمي لثقته به ومعرفته بأهمية البحث العلمي. كما يفترض أن يتعامل الباحث العلمي مع عينة الدراسة باحترام وصدق وأن يحترم رغباتهم، فإذا رغب المبحوث عدم المشاركة في الدراسة العلمية أو الانسحاب منها فيفترض عدم الضغط عليه. وفي حال وجود أي خطر عليهم يجب أن يصارحهم بذلك وشرح نوعية المخاطر، وأن يأخذ منهم موافقة خطية للمشاركة في البحث بهذه الحالة.

  • النشر العلمي المسؤول:

يجب على الباحث العلمي أن يعمل على النهوض بعملية البحث العلمي، وذلك من خلال محاولة نشر الدراسة العلمية المفيدة الأصيلة التي تثري المجتمع والتخصص العلمي الذي تنتمي اليه، وعليه أن يختار المكان المناسب للنشر كإحدى المجلات العلمية المحكمة الموثوقة والمعتمدة ذات الانتشار الواسع.

  • الشرعية والالتزام بالقوانين والأعراف:

على الباحث العلمي أن يختار المواضيع والمشكلات البحثية التي تكون شرعية، فلا تخالف الأعراف أو القوانين المجتمعية، وأن لا تكون متعارضة مع الشرائع والأديان السماوية.

الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث:

سنتحدث في فقررتنا الأخيرة من مقالنا أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث، عن أهم سمات الباحث العلمي:

  • الرغبة والميول الشخصية:

من المهم أن يمتلك الباحث العلمي رغبة في إعداد البحث، وان تكون لديه ميول في حل ظاهرة الدراسة العلمية، فهذا سيساعده على بذل أكبر المجهودات، وسيبقى يعمل لوقت كبير في سبيل الوصول الى النتائج المطلوبة.

  • الالمام التام بموضوع البحث العلمي:

على الباحث العلمي أن يكون مطلع بشكل تام على كل الدراسات والأبحاث والمعلومات المرتبطة بتخصصه وبموضوع دراسته العلمية، وأن يكون على اطلاع بكافة التطورات الحادثة في الموضوع. ومن جهة أخرى على الباحث أن يمتلك كافة الامكانيات المعرفية والمادية والابداعية التي تسمح له بالوصول الى النتائج البحثية الدقيقة.

  • الأمانة العلمية :

على الباحث العلمي أن يحرص على النقل الأمين لجميع المراجع والمصادر التي استند اليها في دراسته، وأن يقوم بالتوثيق السليم الاكاديمي لكل الاقتباسات المباشرة وغير المباشرة في بحثه العلمي.

  • الذكاء وسرعة البديهة :

من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي الذكاء والابداع، ليتمكن من ربط الأفكار والمعلومات، ويستطيع أن يناقش المعلومات ويحللها بكل تركيز وخبرة وصولاً الى النتائج المنطقية المطلوبة.

  • الصبر والتأني :

لا يمكن للباحث الوصول الى دراسات ذات جودة عالية ما لم يمتلك الصبر والهدوء، فالدراسات العلمية تحتاج الى تنظيم ووقت كبير، وبالتالي فإن التسرع والاستعجال سيؤدي الى نتائج غير دقيقة.

  • التواضع وتقبل النقد العلمي:

على الباحث العلمي أن يتعامل بشكل متواضع في إطار مناقشته ونقده أو عرضه للمعلومات البحثية السابقة، فلا يسيء لأي باحث أو مؤلف سابق، كما عليه التعامل بتواضع مع عينة الدراسة والمشاركين بالبحث، بالإضافة الى ضرورة تقبله للنقد العلمي البناء.

يعد احترام جهود الآخرين وملكيتهم الفكرية جانبًا حاسمًا في السلوك الأخلاقي في البحث العلمي والنشر. إنه ينطوي على الاعتراف بمساهمات الآخرين ومنح الائتمان عند استحقاقه. ينطبق هذا المبدأ على أشكال مختلفة من الملكية الفكرية ، بما في ذلك أفكار البحث والبيانات والنتائج والمقالات المنشورة.

فيما يلي بعض الطرق لاحترام جهود الآخرين وملكيتهم الفكرية:

الاستشهاد بالمصادر(Citing Sources) : عند استخدام المعلومات من المصادر المنشورة ، من الضروري الاستشهاد بالمصدر الأصلي بشكل مناسب. لا يعترف الاقتباس الصحيح بعمل الآخرين فحسب ، بل يساعد أيضًا على منع الانتحال.

الاعتراف بالمساهمات (Acknowledging Contributions): إذا قدم شخص ما مساهمة كبيرة في بحثك ، فيجب عليك الاعتراف بها في ورقة البحث أو التقرير الخاص بك. يمكن أن يتم هذا الإقرار من خلال التأليف أو قسم إقرار رسمي.

الحصول على إذن (Obtaining Permission): إذا كنت ترغب في استخدام الملكية الفكرية لشخص آخر ، مثل الصور أو الأشكال ، فيجب عليك الحصول على إذن من المالك ومنح الائتمان المناسب.

تجنب الانتحال (Avoiding Plagiarism): يعتبر الانتحال جريمة خطيرة تنطوي على استخدام أفكار أو عمل شخص آخر دون الإسناد المناسب. لتجنب الانتحال ، يجب عليك دائمًا الاستشهاد بمصادرك والتأكد من أن عملك أصلي.

من خلال احترام جهود الآخرين وملكيتهم الفكرية ، فإنك تساهم في سلامة ومصداقية البحث العلمي والنشر. تساعد هذه الممارسة على تعزيز التعاون والابتكار مع منع السلوك غير الأخلاقي مثل الانتحال وتلفيق البيانات.